بينَ السَّتائِرِ و النَّظَرْ
قد كان ثمَّةَ موعِدٌ للحبِّ
تَغزِلُهُ الأناملُ
حينَما عزَفتْ على إيقاعِ رُوحَيْنَا
بثَغرٍ نَافخٍ في الصُّورِ ..
إنهمر المَطَرْ
قَدْ كانَ ثَمَّةَ مَسْرَحٌ
رَجُلٌ على رُكْحِ البَراكِينِ التَّلظى..
يَسْتَعِرْ
و ومِيضُ ليلٍ قدْ تَطايَرَ
حولَ قَامَتِهِ المَهِيبَةِ
كالشَّرَرْ
قدْ كانَ ثمَّةَ أَعْيُنٌ
تَرْمِيهِ أسْهُمُها
فلا يَدْرِي بِها
إذْ غارِقاً في صَحْوِهِ
كانَ الجَمِيعُ كَمُحْتَضَرْ
كمْ مَرَّةٍ ..
رَكَعَتْ على أعتابِ مَبْسَمِهِ النُّجومُ
و أَيْنَعَتْ..
مِنْ بينِ كَفَّيْهِ الحَدَائِقُ
نَحْوَ أحشاءِ السَّماءِ كَمَسْلَكٍ
قد صارَ يُدْرِكُهُ البَصرْ
كَمْ مرَّةٍ ..
جُنَّتْ مساءاتٌ
و طَافَتْ حولَ سُمْرَتِهِ
ملايينُ البَشَر
و الأَرْضُ كلُّ الأرْضِ حينَ تَمَايَلَتْ
لمَّا تَمَايَلَ أجْهَشَتْ
و مَشَتْ إلَيْهِ الشَّاهِقَاتُ زَوَاحِفاً
لمَّا تَصاعدَ عَزْفُهُ
في الرُّوحِ
إنْشَقَّ القَمَرْ
و السَّكْسُفونُ كَخَمرَةٍ
عَبَثَتْ بِعَقْلِ الحاضِرينَ
و عَقْلُها في عازِفٍ مِنْ عَزْفِهِ
نَطَقَ الحَجَر
في الرُّكْنِ ..
ألْمَحُ ظلَّ سَيِّدَةٍ تُقَبِّلُ سَيِّداً
في ظِلِّهِ ..
في الحِينِ إلْتَحَمَتْ ظِلالُهُما
و غابتْ ..
خَلْفَ آلافِ الصُّوَرْ
في الضِّفَّةِ الأخرى
هُنَالِكَ مَشْهَدٌ
دَسِمٌ لِعِشْقٍ
فَوْقَ سِنِّ الرُّشْدِ
يَعْزِفُ فوقَ ممنُوعِ الوَتَرْ
و بِجَانِبي..
جلَسَ النَّسِيمُ مُدجَّجاً بالعِطرِ
مَمْزُوجاً بأصْواتِ الصَّهِيلِ
و باهتِزازاتٍ هُنَا
و هُنَاكَ في ..
بَرْدٍ و حَرْ
الكلُّ حولي سابِحٌ في بَحرِهِ
لا مَوْج يَهلِكُهُ و لا شيءٌ يُنَغٍّصُ ..
حَفْلَةَ المَكبوتِ إذْ ..
أبلى الشَّجَاعةَ
و انتَحرْ
و أنا كَشَاهِدَةٍ أُبارِكُ عازِفاً
مِنْ غُرْفَتِي
و السَّكسُفونَ و عزْفَهُ
مِنْ شاشَةِ التِّلْفَازِ
في ليلٍ سَهِرْ
و جُنونَ لَحنٍ طافِحٍ بالسِّر
في كَرٍّ و فَرْ
و كَعَادَةِ الأفلامِ
كانَ العَزْفُ يُضْفي لِلْمَشَاهِدِ رَوْنَقاً
غيْرَ اعتِيَاديِّ الأثَرْ
صَفَّقْتُ عندَ نِهايَةِ العرْضِ انتِشاءً
مِثلَ كُلِّ الحاضِرِينَ
و غِبتُ فِي غَيْمٍ تَدَاعَى
ثُمَّ قرَّرْتُ السَّفَرْ !!