الرئيسية / شريعة إسلامية / شغلتني الفاتحة اليوم شغلا

شغلتني الفاتحة اليوم شغلا

شغلتني اليوم سورة الفاتحة شغلا:

وأهم ما شغلني أني تأملت فوجدت أنها قريبة الفهم لجميع الناس خواصهم وعوامهم حتى الأمي الجاهل يستطيع أن يفهم ظاهر معانيها ، فليس في ألفاظها ما يحتاج لبحث في المعاجم لمعرفة معناها ، وهذه الخاصية لا تجدها في أي سورة من سور القرآن جميعا بما في ذلك أقصر سور القرآن الإخلاص والكوثر.

فكأنها لا تحتاج إلى بيان ولا إلى توضيح وتأويل ، فيكفي القارئ أن يقرأ فيعي جُلَّ معانيها الظاهرة ، وذلك لجلاء معانيها ، ووضوح آياتها ، وسهولة ألفاظها ، ذلك مع تفاوت فهمها والإلمام بمعانيها ومراميها من قارئ لآخر بحسب التفاوت العلمي ، وذكاء العقل ، ونقاء القلب وسعته ، وزكاء النفس.
ورغم ذلك فإن سورة الفاتحة هي أكثر سور القرآن التي أفردت بالبحث والدراسة والتأويل ، وبعض آياتها قد كتب فيها مجلدات ضخمة ، فضلا عن الكتب والمؤلفات والتي تعد بالمئات - بلا مبالغة - بلا إحصاء مما هو معلوم مشهور وما هو ليس مشهورا أو معلوما.

فقد افتتح الله عز وجل كتابه بهذه السورة ؛ لأنها جمعت مقاصد القرآن، وشملت الدين كله أصوله وفروعه ، فهي إجمال لِما يحويه القرآن ، فجميع القرآن تفصيل لِما أجملته الفاتحة ، والقرآن‌ كالشرح‌ لها، وذلك‌ لأن‌ معاني‌ القرآن‌ الكريم‌ تدور حول‌ محورين‌ أساسين‌ وهما الإيمان‌ والعمل،‌ وكلاهما قد ذكر أساسهما في‌ الفاتحة.

والفاتحة أعظم سورة نزلت من السماء ذلك لأنها قد تضمنت جميع معاني الكتب المنزلة ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها: (ما أنزلت في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها).
وقال عنها أيضا: (الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته).
وقد شملت الفاتحة أنواع التوحيد الثلاثة ، توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات.
قال ابن القيم رحمه الله في فضلها: فاتحة الكتاب ، وأم القرآن ، والسبع المثاني ، والشفاء التام ، والدواء النافع ، والرقية التامة ، ومفتاح الغنى والفلاح ، وحافظة القوة ، ودافعة الهم والغم والخوف والحزن لمن عرف مقدارها ، وأعطاها حقها ، وأحسن تنزيلها على دائه ، وعرف وجه الاستشفاء والتداوي بها ، والسر الذي لأجله كانت كذلك. وقد ثبت في الصحيح أن بعض الصحابة رقى بها اللديغ فبرأ لوقته ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( وما أدراك أنها رقية).

عن دليلي

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *