الرئيسية / قصص وروايات / قصة كليم الله

قصة كليم الله

في قصر فرعون …

اقتحم موسى بعصاه البلاط و معه أخيه دون الاستئذان من فرعون ,
فصاح فرعون : من أنت , كيف تجرؤ على اقتحام القصر ؟ ”
فأقترب موسى و معه أخيه و قال معلناً عن نفسه : ” أنا موسى يا فرعون “

فسار موسى و أخوه ممر طويل و قلبهما يكاد ان يخفقا , و القصر يملأه الحرس و الجنود , و يملأه كبار القوم من المصريين و التماثيل و الأصنام في كل مكان , و كان هناك إمراة تنظر إليه و هى آسية فانفرجت أساريرها , و دمعت عيناها من فرحتها للقاء ابنها مجددا و كانت تأمل ان تركض إليه و تقبّـله و لكن الموقف لا يحتمل ,
و كان لفرعون رأي آخر فضحك و استهزئ به و قال :
” موسى ! , أين كنت يا موسى ؟؟ ”
ثم أردف فرعون باستهزاء :
” و ما هذه العصا و ما هذه الملابس , أيها الأمير موسى ! ”
فقال موسى بتلعثم : ” لقد كنت في … مدين يا فرعون “

فقال فرعون ساخرا من موسى :
” و ما … و ما الذي أتى بك , ان عليك حكم بالموت بتهمة القتل “

فضحك الجميع من حوله , فقال موسى : ” لا .. لا يا فرعون … انه قتل خطأ ”
فصرخ فرعون : ” ما الذي جاء بك يا موسى ؟؟ “

فرفع موسى عينيه إليه و قال :
” إنا .. رسول ربك , ان أرسل معنا بني إسرائيل و لا تعذبهم “

ضحك فرعون بصوتً عالي مما أثار سمع الجميع , ثم قال بعدما هدئ :
” يا موسى , أليس نحن من آويناك في بيتنا و أكلت من خيراتنا سنين , هل تنكر فضلنا عليك , و فعلت فعلتك و قتلت المصري و الآن تنكر النعمة ؟ “

فمال احد الحرس الى الآخر و قال : ” العبيد العبرانيون رفعوا رؤؤسهم و يجب ان تنحني هذه الرؤوس و لكن بالعقل و ليس بالقوة “

فضاق صدر موسى , فمد يداه الى قلبه و استغفر ربه ثم قال :
” بلى يا فرعون , أنا قتلت و كان قتل خطأ , و فررت منك يا فرعون لما خفت منكم , فأعطاني الله حكما و علما و جعلني رسولا “

ثم أضاف موسى :
” و تلك نعمة تمنها عليّ يا فرعون , انك أكرمت فرداً و عبدت شعباً “

همهم فرعون بكلمات في سره , فمال هامان إليه و همس في آذنيه ,
فعدل فرعون موضعه و قال :
” حسنا , لنرى ما في نيتك , فمن هو ربك يا موسى ؟؟ حدثني عنه , هيا … “

فشد موسى زمام الأمور و قال بثقة :
” الله رب السماوات و الأرض و ما بينهم ان كنتم موقنين “

فضحك فرعون و قال للملأ من حوله : ” ألا تستمعون ؟؟ ”
فضحك الجميع سخرية فتلفت موسى حوله حتى رصدت عينه آسية أمه و هي مبتهجة , و لاحظ بانصياع بعض من جنود فرعون بكلامه , ان قد حان الوقت ..

عن دليلي

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *